فصائل إيرانية تخلي منازل قريبة من مقراتها في دير الزور
اضطر محمد، أمام التهديد من قبل أحد قيادي فصيل إيراني من جنسية غير سورية، لترك منزله، والنزوح إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، خوفاً من الاعتقال.
يقول محمد العبد، اسم مستعار لأحد سكان بلدة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، نزح إلى هجين، إن “قيادياً عراقي الجنسية في الحرس الثوري الإيراني، أجبرني على ترك منزلي، بعد اتهامه لي بإعطاء معلومات حول مقرهم القريب من منزلي”.
وتواصل فصائل موالية لإيران انتهاكاتها بحق مدنيين في مناطق سيطرتها في دير الزور، ونشر نشاطاتها والتملك، من خلال مصادرة منازل مدنيين بحجج “واهية” وتحويلها لمقرات عسكرية تابعة لها، أو مساكن لعوائل منتسبين لها من جنسيات أجنبية وعربية.
يقول “العبد” لنورث برس، إن “الحرس الثوري الإيراني، وجه لي أكثر من إنذار لإخلاء منزلي كونه قريب من أحد مقراتهم في بلدة السكرية غربي البوكمال”.
“العبد”، رفض إخلاء المنزل عدة مرات، ليهدده ضباط في الحرس الثوري الإيراني، من الجنسية العراقية في حال تعرض مقرهم لأي هجوم، أن الاتهام سيكون موجهاً له، وفق ما روى.
ويضيف: “في اليوم التالي أطلق عناصر المقر الرصاص العشوائي نحو منزلي، بحجة تعرضهم لهجوم، ما دفعني لترك المنزل”. وبعد أن خرج الرجل وعائلته من منزلهم، أسكن الضابط العراقي عائلته فيه.
وتعمد فصائل موالية لإيران إلى تحويل منازل المدنيين في مناطق الريف الشرقي لدير الزور، خاصة الميادين والبوكمال، لمقار أمنية، مستغلة غياب أصحابها عنها، ومشاركة بعض أصحابها في تنظيمات أخرى، إضافة لاستخدام أسلوب التهديد لمصادرة منازل المدنيين.
وتأتي عمليات الاستيلاء تلك بتهم عدة، منها الانضمام لفصائل الجيش الحر أو قوات سوريا الديمقراطية، وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وبحسب ناشطين في بلدة البوكمال، فإن لواء فاطميون الأفغاني، وهاشميون، والنجباء، “استولوا على أكثر من مئتي منزل في بلدة البوكمال وريفها منذ بداية العام الجاري، وخاصة في قرى السكرية والصالحية والحمدان”.
ويقول راغب السالم (50عاماً)، وهو من سكان حي تمو في الجهة الجنوبية من بلدة الميادين 40كم شرقي دير الزور، إن “غالبية سكان الحي هم من المنتسبين للحرس الثوري الإيراني، من جنسيات أجنبية وخاصة الأفغان”.
ويشير إلى أن سكان الحي الأصليين يقيمون في أحياء أخرى بالإيجار، “بسبب توجيه عدة تهم لهم ليجبروهم على إخلاء منازلهم”.
ويعمل “السالم” في محل لبيع الحلويات في حيه، ولديه أربع شقق فوق المحل، وتعود ملكية البناء له ولإخوته الثلاث المقيمين في دول الخليج، لكنه أُجبر على إخلاءها، بعد أن أبلغته دورية للحرس الثوري الإيراني بتنفيذ ذلك، فلم يجد خياراً سوى الموافقة على طلبهم.
يقول: “في اليوم التالي، جلبوا عمالاً ومعدات تكسير، وهدموا الجدران وفتحوا الشقق لتُطلَّ على بعضها، ليقوموا فيما بعد بنقل أسلحة ومواد لوجستية إلى المبنى، ورفع راية حكومة دمشق، عندها اضطررت لإغلاق المحل والخروج من البلدة”.
ويعمد الحرس الثوري الإيراني إلى مصادرة منازل لمدنيين، تكون بعيدة عن مقراته ليقوموا بالاختباء داخلها في حال تعرضت مقراتهم للقصف، بحسب سكان في المنطقة.
وتكاد تكون بلدة الميادين بريف دير الزور الشرقي، شبه “مستعمرة” عسكرية للحرس الثوري الإيراني، ليقتصر وجود السكان الأصليين في أحياء قليلة منتشرة على أطراف البلدة، خاصة بعد أن صارت المنطقة مقصداً لـ”الحجاج الشيعة” لأن فيها أكبر مزار لهم (مزار عين علي).
بالإضافة لموقعها المتوسط والرابط بين دير الزور والبوكمال ما يجعل غالبية عناصر الحرس الثوري الإيراني يقيمون هم وعوائلهم فيها.
وفي وقت سابق استولى الحرس الثوري الإيراني على خمسة مبانٍ في حي الجمعيات وسط البوكمال، وحوله لمقرات عسكرية، ليقوم بعدها طيران مجهول الهوية بقصفها وتدميرها.
المصدر الأصلي |