اليوم العالمي للنضال من أجل سيادتنا على الغذاء

بينما يأتي الاحتفاء باليوم العالمي للنضال من أجل سيادتنا على الغذاء، في السادس عشر من تشرين الأول/أكتوبر، ومواصلة الحركات الاجتماعية والسياسية العالمية جهودها الحثيثة، لأجل تحقيق أهدافها المرجوة في سيادة وطنية على مواردها الطبيعية وغذائها، تنزلق منطقتنا نحو الحرب الشاملة والتي ستزيد من معاناة المجتمعات الريفية التقليدية، من صغار الفلاحات والفلاحين، والصيادين، و صغار منتجي الغذاء على وجه الخصوص، وهم لا يزالون يواجهون على مدار السنوات السابقة النزوح والتشريد الجماعي وفقدان أراضيهم وممتلكاتهم، وتعرضهم لخطر المجاعة والتجويع الممنهج، نتيجة ويلات الحروب والصراعات الدائرة.

ومنذ العملية العسكرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تستمر حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني المحتل من قبل الاستعمار الصهيوني منذ أكثر من 76 عاماً، والتي أودت حتى الآن، إلى استشهاد أكثر من 42 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتهجير أكثر من 1.9 مليون فلسطيني في قطاع غزة، و10 آلاف فلسطيني في الضفة الغربية، فضلاً عن الانتهاكات الجسيمة اليومية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، ضد سكان القدس المحتلة. كما أدت إلى تدمير 80% من المناطق السكنية والبنى التحتية لقطاع غزة. بالإضافة الى تدمير ثلثي المساحات الزراعية في القطاع، وأكثر من مليوني (2) شخص بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية والمعيشية العاجلة، في ظل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، منذ اليوم الأول لحرب الإبادة، ومنع دخول الوقود والغذاء والمياه، إلى سكان غزة، كسياسة عقاب جماعي ضد كل الفلسطينيين، وهذا بحد ذاته يعد جريمة حرب صريحة، لاستخدام الغذاء فيها كسلاح لتجويع 2.3 مليون فلسطيني.

وفي ظل التسامح مع سياسة الإفلات من العقاب، يوسّع الاستعمار الصهيوني من جرائمه وإرهابه وحربه، لتطال شعب لبنان ومساكنه، وأرضه، وحقوله في الجنوب والبقاع، وتهجير أكثر من 1.3 مليون شخص - بين لبنانية وسورية وفلسطينية- من الجنوب والبقاع وضاحية بيروت، بينما استشهد أكثر من 2350 شخص. ومعظم المناطق التي استهدفها الاحتلال، هي مناطق زراعية بلغت تدمير وحرق 1900 هكتار، وترك 12000 هكتار من الأراضي الزراعية، التي تعد مصدر الرزق لآلاف العائلات في لبنان، ومصدر لإنتاج الغذاء لباقي اللبنانيين، وتضرّر46 ألف مزارع، بالإضافة إلى تدمير كامل لموسم الزيتون الذي يشكّل مصدر رزق لأهل الجنوب. كما بدأت المنتوجات الغذائية لهذه المناطق بالشح في الأسواق، من المزروعات أو من منتوجات المونة التي يعتمد عليها الناس خاصة في فصل الشتاء. إضافة إلى ذلك، بدأ الجيش الصهيوني غزوه البري للبنان، قاصفاً ومدمراً قرى بأكملها، فيما يحرق الغابات والأراضي الزراعية.

في الوقت نفسه، لاتزال شعوبنا في الإقليم، التي تعاني من فرض السياسات النيوليبرالية، والسوق الحر، تقف عاجزة عن تلبية احتياجاتها والوصول إلى مواردها لانتاج الغذاء وإدارتها بشكل مستدام وميسور التكلفة. في ظل تبعية أنظمتنا الحاكمة لسياسات البنك الدولي، والشركات العابرة للأوطان المهيمنة على مقدراتنا وتستنزف مواردنا الطبيعية، وتتحدد نمط انتاجنا للغذاء، وتعيق تحقيق سيادتنا الوطنية على الغذاء، ومواردنا الطبيعية، لصالح للاستثمارات الأجنبية والشركات العابرة للحدود الوطنية خاصة تلك المنتجة للبذور المهجنة والمعدلة وراثيا والمتخصصة في إنتاج السموم الزراعية (المبيدات والأسمدة الكيميائية).

في ظل ما نشهده كشعوب، من تحديات جسيمة، يجب علينا، وأكثر من أي وقت مضى، أن نعبر عن موقفنا بشكل صريح وعلني حول رفضنا لتلك السياسات المهيمنة والاستعمارية في منطقتنا، وتضافر جهودنا من مجتمع مدني وحركات اجتماعية، للتصدي معاً ضد تلك السياسات والمخططات والممارسات التي تهدف لاستنزاف مواردنا، وتسلبنا حقوقنا في تحقيق سيادتنا الوطنية على الغذاء. ونحن في اللجنة الدولية للسيادة على الغذاء في إقليم الدول العربية، وشعوبها، نعبر عن موقفنا الواضح والصريح، لمناصرة حقوق شعوب منطقتنا في حقها في السيادة على مواردها الطبيعية في الأرض والمياه وتقرير مصيرها، لتحقيق السيادة الوطنية الغذائية، خاصة شعوبنا في (فلسطين، ولبنان، وسوريا، واليمن، والسودان)، التي تعاني من أزمات ممتدة نتيجة الصراعات والاحتلال.

وتعبئة جهود المناصرة، لدعم حقوق الفلسطيني في استعادة أراضيه المحتلة، والتصدي للسياسات الممنهجة في تجويع ملايين الأشخاص من خلال تدمير مصادر إنتاجه للغذاء، وحرمانه من الوصول لموارده الطبيعية. ونعبر عن موقفنا المساند للفلاحات والفلاحين والعاملين في المناطق الريفية، في لبنان والسودان واليمن، وحقهم في إنتاج غذائهم بالطريقة التي يرونها مناسبة، و الوصول إلى أراضيهم وإدراتها، لإنتاج الغذاء لهم ولمجتمعاتهم المحلية.

ثيمات
• إقليمي
• الاتصالات والنشر
• البيئة المستدامة
• التخطيط للمناطق الريفية
• التشريد
• الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
• الرعاة
• الشباب
• الشعوب الأصلية
• العولمة، الأثار السلبية
• الغذاء ( الحق، السيادة، الأزمة)
• الفلاحين
• اللاجئين
• المعدمين
• الميراث الثقافي
• النازحين
• النزاع المسلح/ العرقي
• الوصول إلى الموارد الطبيعية
• تدمير الموئل
• تغير المناخ
• حقوق الأرض
• حقوق الملكية
• دولي
• شعوب تحت الاحتلال
• منظومة الأمم المتحدة
• نزع المكلية