بمناسبة اليوم العالمي للموئل، و الاحتفاء ”بأكتوبر الحضري“، يوثق هذا التقرير الجديد المشترك، الصادر عن منظمة ”إنسايت“ وشبكة حقوق الأرض والسكن- التحالف الدولي للموئل "HIC-HLRN "، حالات عدة عن انتهاكات لحق الإنسان في السكن، والأراضي، والمياه وسبل المعيشة، التي يتعرض لها السكان المدنيون في المناطق الشمالية الغربية والشمالية الشرقية من سوريا، على مدى العامين الماضيين. ومع نزوح نحو 2.9 مليون سوري في المنطقة على مدار 13 عاماً من النزاع، اضطر سكان تلك المناطق في شمال سوريا إلى التعايش مع التهجير المتكرر، ونزع الملكية والنهب والسرقة المنمهج، واضطراهم  للبحث عن بدائل للسكن والعمل وتوفير الدخل.

واستناداً إلى جهود الرصد المحلية التي تقوم بها منظمة ”إنسايت“، يتم مشاركة الأدلة التي من شأنها أن تساعد في إستعادة النازحين إلى ممتلكاتهم، ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات، أو تعويضهم عن تكاليف الخسائر والأضرار، التي لحقت بهم. وعلى الرغم من تعدد مرتكبي هذه الانتهاكات، إلا أنها تشكل سياسة شائعة ومنهجية في بعض المناطق، التي تنشط فيها مختلف الفصائل المدعومة من الخارج. وسيراعي القارئ أنه بسبب الصعوبات الكامنة في جمع المعلومات، فإن البيانات الواردة في التقرير المشترك، عن مساحة الأراضي أوحجم الأضرار، أوأعداد الأشخاص المتضررين هي أرقام تقديرية.

من أجل تقديم صورة متماسكة عن هذا الوضع المركب، يعتمد هذا التقرير المشترك بشكل كبير على نهج التسلسل الزمني. ولوضع لمحة حالية عن الوضع الراهن، يغطي هذا التقرير الفترة الأخيرة فقط (2023-24). وعلى الرغم من أن هذا السجل التوثيقي قد يكون جزئيًا من مجمل الوضع العام، إلا أنه يعطي القارئ لمحة عما يعانيه السوريون اليوم على أيدي المعتدين من الأجانب لأراضيهم وأذرعهم الفتاكة من الفصائل.